رابطة الإعلاميين الجزائريين في الخارج

إدارة المجموعات في الشبكات الاجتماعية

بشير بوزيان الرحماني

حملت شبكات التواصل الاجتماعي مفاهيم جديدة إلى المسميات الوظيفية، ومن بين هذه المسميات مشرفو المجموعات ومديرو النقاش.. من هم وما هي أعمالهم؟

ومع تزايد عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية خصوصا شبكة فيسبوك الأوسع انتشارا في العالم العربي والتي يتجاوز عدد المستخدمين النشطين فيها حسب آخر الإحصائيات الـ156 مليون مستخدم نشط شهريا يضاف إليها تنوع هذه الشبكات أصبح التركيز على الكم أكثر من الكيف وأصبح مشرفو هذه المجموعات ينظرون دائما إلى الأرقام المتعلقة بالمدعوين الجدد أو الإعجابات، ربما رغبة في الحصول على الإعلانات، في حين المهمة الرئيسة لهذه المجموعة هي إدارة النقاش وضبط سلوك الأعضاء ومنع الأخبار الكاذبة والإشاعات والتعليقات المسيئة المخالفة للمتعارف عليه في الواقع الحقيقي أو الافتراضي.

ومن خلال تجربتي ومتابعتي للنقاش الدائر في الشبكات الاجتماعية وجدت أن نسبة كبيرة من المشتركين يغرقون في الردود والتي غالبا ما تكون بعيدة كل البعد عن الموضوع المطروح للنقاش أصلا مما يولد نقاشا غير هادف وأحيانا يكون بعيدا جدا عن الأخلاق والآداب مما يعطي الانطباع أن هؤلاء المشتركين لم يقرؤوا أصلا الموضوع الأصلي وهنا يأتي دور المشرفين على المجموعات أو الصفحات في تأطير النقاش وتوجيه المشاركين واللجوء إلى حذف الأخبار غير الصحيحة أو ربما حظر الأعضاء غير الملتزمين بقواعد السلوك.

إن المجموعات هي شبكات مصغرة داخل الشبكة الأم ويمكنها أن تكون مصفاة حقيقية لما ينشر ويروج له داخل الشبكات إذا ما التزمت مدونة السلوك التي أنشئت من أجلها هذه المجموعة أو تلك. ومن هنا يأتي دور المشرفين،
فمن هم هؤلاء المشرفين على المجموعات وما هو دورهم في المجموعات؟

من هو مدير المجموعات

مدير المجموعات على شبكة الإنترنت، هو خبير في إدارة مجموعة على الانترنت، دورها هو الجمع بين مجموعة من المستخدمين في جميع أنحاء العالم حول مصلحة مشتركة وتسهيل تبادل الآراء بشأن هذا الموضوع، مع ضمان الامتثال لمدونة السلوك داخل المجموعة.

المهمة الرئيسية لمدير المجموعة هو تطوير وجود تنظيم يكون هو المتحدث باسم شركة أو علامة تجارية، أو شخصية مشهورة أو مدينة أو قضية فكرية وغيرها... وقد ارتبط هذا المسمى الوظيفي الجديد بتطور تقنيات الويب 2.0 التي تتيح التفاعل بين أعضاء المجموعات وكذا التطور الكبير للشبكات الاجتماعية بالخصوص.

ولب المهنة يتمثل في التفاعل من خلال التنشيط والإشراف على المجموعات الإلكترونية وتختلف الوظيفة حسب سياق المهمة المسندة لمدير أي مجموعة. وقد أدرجت التسمية الإنجليزية CM في القاموس الفرنسي لاروس في 2016.

2- تسميات مختلفة

باعتبارها وظيفة ناشئة فإن مصطلح إدارة المجموعات أو مدير المجموعات له عدة مدلولات منها:
– المشرف على النقاش التفاعلي.
– منشط المجوعات.
– مدير المجموعات.
– مسؤول الشبكات الاجتماعية.
– منشط الشبكات الاجتماعية.
– المشرف.
– المؤثر .

3- مهام مدير المجموعات

مهام مشتركة لأغلب مديري المجموعات.
– تنظيم النقاش داخل المجموعة.
– تدقيق وتنشيط أهداف النقاش داخل المجموعة.
– التذكير بأخلاقيات الحوار والنقاش ومدونة سلوك المجموعة.
– تسطير إستراتيجية التواجد في الشبكات الاجتماعية.
– مراقبة سمعة العلامة على الشبكة إذا كانت المجموعة خاصة بعلامة تجارية.
– منع انتشار الأخبار الكاذبة أو الإشاعات عبر المجموعة
– التركيز على الكيف وليس الكم فقط من خلال استقطاب رموز وشخصيات لها علاقة بموضوع المجموعة مع ضمان الاحترام لهم من باقي أعضاء المجموعة.

4- تنمية تبادل الخبرات والتجارب داخل المجموعة

في هذا الصدد يتركز عمل مدير المجموعة على تبادل الخبرات داخل المجموعة ويكون هدف المدير ما يلي:
– تأطير التبادلات وضمان أن يبقى النقاش مركزا على الأهداف المسطرة.
– استقبال المشاركين الجدد، ودفعهم إلى الظهور والمشاركة والتفاعل.
– الإشراف على المجموعة وتوقع احتياجات أعضائها.

5- ترقية صورة العلامة على مستوى المجموعات الافتراضية

– استقطاب المجموعات عبر الشبكة التي يمكنها التعريف بالعلامة (المدونات، المنتديات، القوائم البريدية، مجموعات النقاش …)
– تحديد أهداف المجموعة من خلال: التواصل حول كل ما يتعلق بالعلامة
– تحديد مؤشرات قياس للتأكد من صحة الأهداف التي تحققت
– تنشيط عمليات استقطاب لأعضاء جدد.

6- الحفاظ والعناية بالسمعة الطيبة:

– مراقبة سمعة العلامة من خلال أدوات المراقبة والرصد والتحليل
– بناء منظومة وفاء والتزام داخل المجموعة.
– عدم إشراك الأعضاء بطريقة آلية

خلاصة القول

إن إنشاء المجموعات ليس لمجرد الترفيه أو النقاش العابث بل هذه المجموعات تؤدي دورا حيويا في صناعة الأفكار والرأي وتحقيق النزاهة والتدقيق في المعلومات المنشورة فيها من خلال التوجيه والتأطير الذي يقوم به المشرفون على هذه المجموعات على أساس أن أعضاء المجموعات لهم ميولات مشتركة مما يسهل معها سرعة تفنيد أي خبر غير صحيح أو إشاعة لأن هؤلاء الأعضاء هم عادة شركاء في مجوعات أخرى لها ميولات مختلفة، وهذه هي في الأساس قوة الشبكات الاجتماعية: سرعة بناء العلاقات وسرعة تبادل المعلومات فيما بينها أعضاء المجموعة داخل الشبكة الواحدة.

ومما يؤسف له أن بعض المجموعات تابعة لهيئات معروفة لكنها لا تمارس دور التأطير والرقابة على ما ينشر بها والذي يتجاوز حدود الأخلاق والأدب.

وعليه فإن من أهم عناصر ضمان جودة النقاش وبناء الالتزام والوفاء للمجموعات اشتراط الاسم الحقيقي وصورة العضو وبعض البيانات الأخرى كالتخصص العلمي وما شابه لكل من يرغب في الاشتراك في المجموعة ورفض أي عضو تحت اسم مستعار.