تسييس مواقع التواصل الاجتماعي
نعيش في إعلام لا يشبه الجرائد والتلفزيونات، نشارك تفاعلاتنا في مواقع إلكترونية تعرف عنا أكثر مما تعرفه حكوماتنا، لذلك كان لزاما أن ينتقل السجال السياسي إلى هذه المساحات المتفلتة، فهل تخضع شبكات التواصل لأهواء السياسيين؟
الجديد في هذه الجلسة هو اعتراف مارك زاكربرغ رئيس الفيس بوك بأن موقعه الاجتماعي و الشبابي بات موقع مهما لتسييس الانتخابات و لتزوير الحسابات الوهمية وبات منصة تلعب دورا في تضليل الرأي العام في الانتخابات و هو ما يهدد مستقبل الموقع برمته.
و تحدث رئيس الفيس بوك قائلا إنه يخشى إن يتم التأثير على الانتخابات القادمة في باكستان و بنغلاديش و أفغانستان و غيرها وأن "نجاح" تجربة روسيا في انتخابات أمريكا مؤخرا و تمكنها من إنجاح من كانت ترغب في نجاحه قد يشجع الآخرين في هذه الدول لاستعمال منصته الاجتماعية للتأثير على أصوات الناخبين و على تغيير آراءهم و جعلهم ينتخبون قوة سياسية بعينها.
و اعترف مارك بأنه يخشى أن يتم تزوير الانتخابات في باكستان التي ستنظم في شهر يونيو القادم و في الدول الأخرى و ستؤثر هذا الأمر على شفافية العملية الانتخابية و على سمعة فيس بوك.
و يقول مسؤولو الموقع الاجتماعي إن النسخة التي ربما جُربت في الانتخابات الأمريكية و التي قد تكون روسيا خلفها سيتم نسخها إلى باكستان و بنغلاديش و أفغانستان و دول أخرى في العالم و سيتم تجربتها فيها والعتل على إنجاح طيف سياسي بعينه في الانتخابات و هو الأمر الذي سيؤثر على سير الانتخابات في المستقبل و على شفافيتها.
و كان مسؤولو فيس بوك قد أعلنوا أنهم سيعيدون النور إلى موقعهم الاجتماعي و سيعلنون على التصدي لأصحاب الحسابات المزورة وسيشنون حربا لا هوادة فيها من أجل الحفاظ على سمعة فيسبوك وعلى استمرار الحرية في التعبير و الرأي و النجاة من المضللين وغيرهم.
و يتوقع بعد هذه الفضيحة أن يتغير عمل مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتوقع أن يرتفع التنسيق بين هذه المواقع و رجال الأمن وتتعرض استقلاليتها إلى ضربة موجعة بعد أن باتت تستعمل في الإضرار بأمن و استقرار الدول من جهة وتستخدم في التلاعب بأصوات الناخبين والعمل على منع أطياف سياسية من الحكم.
و يتوقع أن تتضرر كثيرا هذه المواقع بعد هذه الفضائح التي وقعت فيها و يتوقع أيضا أن تواجه المزيد من التهديدات و الأدوار غير المسؤولة.
بغداد سيدي محمد
مدير مركز الدراسات الآسياوية و المشرف على مجموعة ميديا لينك بإسلام أباد بباكستان، كاتب ومؤلف صدرت له العديد من العناوين، ويعمل مراسلا لمجلة المجتمع في الكويت و مراسلا لمراكز بحثية في الإمارات والسعودية و الكويت.
التعليقات